|
|
|
ملابسنا لمحة عامة
|
|||||||||
|
خلف خطوط الموضة العالمية و بيوت الزياء العالمية عالية المستوى من توكيو إلى نيو يورك، هناك معاناة لا تحصى و استغلال للحيوانات غير محدود، الثدييات الصغيرة التي تصاب بنوبات عصبة و تجرح نفسها في أقفاص من السلك، و تنزف الفصائل الكبيرة حتى الموت في الفخاخ التي تغلق على الأرجل بفك من صلب، و تتعذب الخراف بسبب الجروح المفتوحة التي يغزوها الدود التي حدثت بسبب الجز، خراف الكاركول الصغيرة التي تنزع من أرحام أمهاتهم، تؤخذ الأوز و تلقى مرة أخرى لكي تعذب من أجل سوق الكبد المتضخم، القطط، الكلاب، الأرانب تنزع جلودها و هي حية، هذا ما تفرضه صناعة الملابس حيث تجلب الموضة و الصيحات الجديدة.
و برغم أن هناك تاريخ طويل لاستخدام الحيوانات كسلع تجارية (لفرائها، صوفها، ريشها، أو جلودها)، فقط في بداية القرن العشرين بدأت أساليب الإنتاج المكثف تطبق على تربية و ذبح الحيوانات، و مع تطور هذا الإنتاج الصناعي للحيوانات و اتساعه، أصبحت عناصر الحيوان التي تستخدم لصناعة الملابس أكثر سرعة و أقل تكلفة، و عندما نما سوق الملابس إلى سوق عالمي متنافس زاد الضغط و الحاجة لعناصر أخرى مشتقة من الحيوانات و لا تزال قليلة التكلفة، و في بعض الإقتصاديات المحلية(الفراء في شمال أمريكا، الصوف في المحيط الأطلنطي، الحرير في الشرق الأقصى) كانت التجارة العالمية هامة لدرجة أنها تتلقى الدعم من الحكومة.
كمية الفراء المشحونة من روسيا، كندا، اسكندنافيا، و الولايات المتحدة، مذهلة، تلائم الصادرات المتزايدة من الصوف من استراليا و نيوزيلاندا، و الإمتداد المتسع من الحرير عالي الجودة من الصين و اليابان، و الإمداد المستمر من الجلد الرخيص من الهند، و في 100 عام تقريبا، أخذنا الصناعة المحلية للنسيج و نمت إلى تجارة دولية هامة تساوي بلايين متعددة من الدولارات الأمريكية كل عام – كل هذا على عاتق الحيوانات.
و عندما نضع الحيوانات في الإعتبار، فهذه الثورة الصناعية هي فاحشة.
يبرر بعض الناس استخدام الحيوانات لصناعة الملابس على اساس أنها منتجات ثانوية من الطعام، أو صناعة رئيسية أخرى، هذه خرافة، بالتأكيد في حالة الفراء من المحتمل أن هذه الحيوانات تصاد بالفخاخ ببساطة من أجل زيادات على ملابسنا، لكن، كل مجال تجاري له علاقة بذلك هو هام ماديا، و مداخل جدا لدرجة أنك لا تستطيع أن تفصل أي وجه له، فمثلا، استخدام الجلد أو الصوف يدعم بوضوح صناعة اللحوم، و هي صناعة تقوم على معاناة الحيوان، كل جزء صغير في أي منتج حيواني يمكن أن يباع و يساهم في قوة و حجم الربح النهائي، تصرح لجنة الفراء بالولايات المتحدة المريكية، و هي مساندة لهذه الصناعة، أنه من الصعب تحديد ما هو المنتج الثانوي بالفعل: "المنتجات الثانوية مثل الجلد في صناعة اللحم البقري، أو لحم الضأن في صناعة الصوف يصنع مساهمة هامة لنشاط المزارعين المادي، و يعتمد على ظروف السوق، و المنتج الثانوي اليوم قد يكون منتج الغد الرئيسي"
يبين أندرو لينزي، أستاذ الأخلاق، و اللاهوت، و الحيوانات بجامعة أكسفورد (و استاذ منتدب في مدرسة كورت للطب البيطري في الجامعة العبرية) بفصاحة و بلاغة في مقاله "القضية الأخلاقية ضد مزارع إنتاج الفراء" أن " هناك إجماع للرأي أن هناك بعض الفرائض على الحيوانات و هذا جزء كبير مما نفعله الآن لهم هو مرفوض أخلاقيا" ثم يذكر بالتفصيل لماذا نضع الحيوانات في اعتبارنا:
رئيس المجمع اليهودي في تل ابيب، هيم هاليفي، الذي حكم أن استخدام الفراء هو ضد الشريعة اليهودية و يجب أن يمنع، و بين أنه ممنوع قتل الحيوانات "بطريقة مؤلمة في سبيل تجميل و تدفئة أجسامنا"
د. منفرد جيرستنفيلد، مساعد مركز الشئون الإجتماعية في اورشليم، كتب بوضوح، عن القضايا البيئية و الحيوانية المتعلقة بالتفسير المعاصر للشريعة اليهودية، مستشهدا بالمفاهيم التي تتجنب الخسارة (بال تاشيشت) و عدم التسبب في معاناة الحيوان (تسآر بالاي حايم)، و يدعو لمناقشة أكبر حول العلاقات بين الإنسان و البيئة، و تشمل استخدام الحيوان في صناعة الملابس، و يطلب دراسات جديدة و قواعد دينية (ريسبونسا) عن المسئوليات و اسلوب الحياة.
و كتب الإمام السني الأخير، الحافظ ب. أ المصري، في كتابه "الحيوانات في الإسلام":
من فضلك إقرأ أيضا صفحات الحقائق على الملابس و اعتبر أن الإختيارات التي تصنعها لها تأثير ضخم على الحيوانات.
|
|||||||||
|
|
|||||||||